تنسيق مصطلح الحديث

تقديم معالي الشيخ أ.د سعد بن ناصر الشثري للتنسيق والكتاب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإن من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد لربه جل وعلا تسهيل العلوم الشرعية وتقريب الفهم والحفظ لطالبيها فإنه قد ورد في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا) ومنه أيضا ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا) وهكذا حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) خرجهما مسلم في صحيحه. فدل ذلك على أن العبد يؤجر على تعليمه العلم الشرعي واستعمال الوسائل الميسرة على طالب العلم حفظَه وفهمَه. ومن العلوم المهمة التي ينبغي لطالب العلم الإحاطة بها علم مصطلح الحديث فهو قــواعــد ومباحث متعلقــة بإسناد الحديث ومتنه، أو بالراوي والـمـروي حـتـى تقـبـل الرواية أو ترد، وقد اهتم العلماء قديما وحديثا بهذا العلم وألفوا فيه المؤلفات قال الحافـظ العراقي في أول ألفية الحديث التي لخص فيها "كتاب ابن الصلاح" في هـــذا الفن: "وبعد؛ فعلم الحديث خطير وقعه، كبيرٌ نفعُه، عليه مدار أكثرِ الأحكامِ، وبه يعرف الحلال والحرام، ولأهله اصطلاحٌ لا بُدَّ للطّالب من فهمه؛ فلهذا نُدِب إلى تقديم العناية بكتابٍ في علمه". وقد أجاد المؤلف في طريقته الملخصة لهذا العلم، الجامعة لأنواعه وتعريفاته وتقسيماته، فسهل المسائل ووضحها لطلبة العلم ليتسنى لهم الحفظ والاستيعاب، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزيه على هذا المختصر الميسر لعلوم الحديث خير الجزاء والله ولي التوفيق.